السعايدة يرعى مؤتمر السلامة والصحة المهنية في أنظمة وعمليات الطاقة الكهربائية
عمان، 3 أيار 2023- رعى عطوفة رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن المهندس زياد السعايدة مندوبا عن معالي وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة مؤتمر السلامة والصحة المهنية في أنظمة وعمليات الطاقة الكهربائية المنعقد خلال الفترة 3-4 أيار 2023 بحضور ومشاركة مدراء الشركات العاملة في قطاع الكهرباء وعدد من الخبراء والمختصين في القطاع.
واشتمل المؤتمر، على معرض للمعدات والأجهزة والأدوات ذات العلاقة بالسلامة المهنية في قطاع الكهرباء، وعرضٍ لقصصِ النجاح والحالات الدراسية التي كان لها الدور في تحسين السلامة في بيئة العمل.
وسلّم عطوفة رئيس مجلس مفوضي الهيئة الدروع للجهات المشاركة في المؤتمر، وقدّم كلمة افتتاحية جاء فيها:
أصحاب العطوفة والسعادة، الحضور الكريم، أسعد الله صباحكم.
يسعدني أن أشارككم اليوم مؤتمر السلامة والصحة المهنية في أنظمة وعمليات الطاقة الكهربائية الرامي لتحقيق أهدافنا الاستراتيجية نحو طاقة محلية مستدامة وتطبيق أفضل المعايير الدولية في مجال الصحة والسلامة والبيئة في عمل قطاع الطاقة وفق أعلى مستويات التميز والجودة.
الحضور الكريم
لقد كان الأردن من أوائل دول المنطقة التي عملت بالشراكة ما بين القطاعين العام والخاص من مستثمرين وممولين على تطوير العديد من مشاريع الطاقة والاستثمار في مبادرات تعنى بالتغير المناخي والتي من أبرزها التحول إلى الهيدروجين الأخضر وشبكات وعدادات الكهرباء الذكية والتوسع في استخدام المركبات الكهربائية وتخفيض نسب الفاقد الكهربائي وغيرها، مما وضع الاردن على قائمة الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وكذلك على المستوى العالمي وخاصة بوجود البيئة التشريعية الملائمة الجاذبة للاستثمار في هذا القطاع الهام وإطلاق جملة من الإجراءات للتعامل مع التغير المناخي. وبالتأكيد فإن هذه المشاريع لم تقتصر على توليد الطاقة الكهربائية وإنما سعت لتبادل الخبرات وبناء القدرات لأبنائنا في كافة محافظات المملكة التي احتضنت هذه المشاريع.
ونحن نفخر بأن الأردن قد حقق المرتبة الأولى على مستوى الإقليم في نسبة الاستطاعة المركبّة لمصادر الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء بدون احتساب الطاقة الهيدرومائية، وفقاً لتقرير المؤشر العربي لطاقة المستقبل AFEX للعام 2022 المعد من قبل المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة. حيث حوالي 2.6 جيجاوات ساهمت بإنتاج ما يقارب 27% من احتياجاتنا من الطاقة الكهربائية باستخدام عدادات صافي القياس والنقل بالعبور.
الحضور الكريم:
إن هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن و تجسيداً لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بأن يكون الأردن مركزاً إقليميا للتنمية الخضراء، وتنفيذاً لرؤية التحديث الاقتصادي ضمن محور الاستدامة كعنصر أساسي في الاقتصاد المستقبلي للمملكة و ايماناً بأهمية تنويع منظومة الطاقة والتركيز بشكل أكبر على مصادر الطاقة المحلية -خاصة المستدامة منها- لتحقيق أمن التزود بالطاقة وتعزيز الاعتماد على الذات لتلبية النمو المستقبلي والحد من آثار التغير المناخي، مع اعتبار الغاز عنصراً تحولياً طويل الأجل مطلوباً بوصفه مكوناً تكميلياً للطاقة حيث يمتاز بانبعاثات أقل، فقد حرصت الهيئة وباستمرار على تطوير التشريعات الناظمة لعمل القطاع لتتناسب مع التطورات العالمية وتشجيع الاستثمار فيه، ويجري حالياً تنفيذ حزمة من المشاريع التي من شأنها أن تجعل من الأردن مركزاً إقليمياً لتصدير الطاقة الخضراء سواء على شكل كهرباء من مصادر الطاقة المتجددة أو على شكل الهيدروجين الهيدروجين الأخضر ، ونسعى بالتعاون مع شركائنا في القطاع إلى تجاوز الأهداف الواردة في استراتيجية قطاع الطاقة للأعوام (2020-2030) من خلال زيادة مساهمة المملكة في التقليل من الانبعاثات الكربونية بمضاعفة نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء لتصل إلى 50% بحلول عام 2030، ودعم مشاريع النقل الكهربائي مع الأخذ بالاعتبار تدعيم الشبكة الكهربائية وتعزيز استقراريتها والتوجه نحو التحول إلى استخدام الشبكات الذكية وإنشاء مشاريع لتخزين الطاقة الكهربائية وتوسعة مشاريع الربط الكهربائي مع دول الجوار والعالم، وفي هذه المرحلة فقد آن الاوان لتعظيم الفائدة من جميع الأدوات والتكنولوجيات المتاحة من أجل تخطي التحديات التي تفرضها الطاقة المتجددة وتعزيز الريادة في مجالات الاستدامة والابتكار لكافة المشاريع والمبادرات المتعلقة بقطاع الطاقة.
وحين ندرك بأن الطاقة المتجددة باتت اللاعب الرئيس الذي يرسم خارطة مستقبل الطاقة ليس في الاردن وحسب وإنما في العالم أجمع، فإذا نظرنا إلى العالم اليوم، فإننا نرى بأن الطاقة المتجددة وبالأخص طاقتي الشمس والرياح هي أسرع مصادر الطاقة المتجددة نمواً وانتشاراً، مدعومة بانخفاض أسعارها وتطور تقنياتها وتعدد استخداماتها، ولا يسعنا في هذا المجال إلا مواكبة التطورات وتبنيها للمساهمة في تحقيق الهدف العالمي المنشود في مكافحة التغير المناخي وخفض انبعاثات الكربون للصفر.
الحضور الكريم:
إن موضوع سلامة الأفراد والصحة المهنية في أنظمة وعمليات الطاقة الكهربائية تمثّل أولوية قصوى في عمل الهيئة لترسيخ مكانة الأردن كواحدة من أفضل دول العالم في تحقيق أمن وسلامة أفراد المجتمع، وتعزيز التنمية المستدامة الذي يمثل العنصر البشري أحد مرتكزاتها، من خلال التأكد من التطبيق الفاعل للإجراءات الوقائية وتحقيق أعلى معايير الصحة ومستويات الأمان والسلامة في بيئة العمل لضمان سلامة العاملين والمتعاملين على حد سواء وحمايتهم من الإصابات الناجمة عن المخاطر والحوادث المحتمل وقوعها، وتزويدهم بحلول نوعية ناجعة وأحدث التقنيات والأدوات التي تساعدهم على أداء المهام الميدانية بسهولة ويسر، وفق أعلى معايير الكفاءة والجودة العالمية، واتخاذ التدابير اللازمة لإيجاد بيئة عمل آمنة تحافظ على الأرواح والممتلكات والتدريب المستمر لبناء القدرات وزيادة الوعي لدى كافة العاملين في هذا القطاع.
إن هدفنا التعاون لإزالة المعوقات أمام استدامة المشاريع والاستثمار وتشجيع الشراكات الاقتصادية الخضراء وإنشاء سوق لموردي الطاقة المتجددة والمصنعين وشركات التركيب وتشغيل الأنظمة، وتوفير المزيد من فرص العمل الجديدة وتحقيق مستقبل آمن للعاملين في القطاع، ودعم النمو الاقتصادي بتكلفة منخفضة وتأمين إمدادات الطاقة بأسعار معقولة. إذ لا تزال موارد النفط والغاز تلعب دوراً حاسماً في سد الفجوة في الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو اقتصاد منخفض الكربون. مما يتطلب التضامن والتكاتف لمناقشة الأفكار والحلول العملية لتطوير الاستدامة في القطاعات الإنتاجية والاقتصادية وبخاصة قطاع الطاقة عن طريق التوسع السريع في توليد الطاقة النظيفة وتدابير كفاءة الطاقة كفرصة كبيرة لمواجهة التحديات والمشكلات البيئية والمناخية والتنموية، بما في ذلك تسريع جهود التخلص التدريجي من الاعتماد على طاقة الفحم والوقود الاحفوري، سعياً لتحقيق قفزة نحو طاقة مستدامة ومستقبل أخضر للأجيال القادمة.
وفي الختام، أتوجه بالشكر لجميع المشاركين والمساهمين في هذا المؤتمر داعيا الجميع لتعزيز التعاون والابتكار نحو مستقبل مستدام باستخدام الحلول التكنولوجية والتقنيات المبتكرة للوصول الى مستقبل آمن لقطاع الطاقة وإدارة التحديات والمتغيرات التي تواجه القطاع بنجاح، وتحقيق الأهداف المتعلقة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة الرامية لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة المسبّبة للاحتباس الحراري وصولاً الحياد المناخي في المدى البعيد.
متمنياً لكم جميعاً حواراً مثمراً والخروج بالعديد من الأفكار والتوصيات البناءة التي تصب في الارتقاء بعمل القطاع وتحسين الخدمات المقدّمة للمواطن الأردني والنهوض باقتصادنا الوطني نحو رفعة أردننا الحبيب في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين.
وفقنا الله جميعاً
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته